كيف تعرف أن الحديث صحيح ؟

جزاك الله خيرا اخي الكريم على هذه المبادرة الطيبة و المهمة جدا خصوصا في هذا الوقت لسرعة نشر المعلومات نتيجة تعدد وسائل الاتصال الحديثة مما جعل انتشار المعلومة سريعا جدا.

كذلك و للأسف لوجود كثير من الأحاديث الموضوعة و الضعيفة التي تصلنا في البريد الالكتروني أو التي توضع في المنتديات و للأسف قد نشارك في نشرها و نحن لا ندري بتمريرها الى الأصدقاء.

اسمح لي أخي الكريم ان أضيف خمس مواقع اخرى تمكننا بعون الله من التثبت من مدى صحة الأحاديث التي تصلنا أو التي نرسلها أو ننشرها في المنتديات و المواقع الأخرى و أدعو نفسي و اخواني الى استخدامها و أتمى ان تقوم بإدراجها في موضوعك الأصلي حتى يستفيد منها الجميع.

1- موقع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد- المملكة العربية السعودية.

2- المحدّث .

3- المنار المنيف في الصحيح والضعيف.

4- كتب تخريج الحديث النبوي الشريف
للشيخ ناصر الدين الألباني
.

5- كلمات.

و فقنا الله و اياكم لما يحب و يرضى

 

الشاهين

عضو متميز
جزيتم خيرا جميعا

مبتدئ الرابط يعمل بعد التعديل الذي قام به الموقع

الأخ موحد بارك الله في جهودك
 
- الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

هذا هو عنوان رسالة ألفها الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى نقتطف منها ما يلي( ) فمن ذلك:
1- الإيمان الصادق والعمل الصالح: الخالص لله الموافق للسنة قال الله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ سورة النحل آية (97) فوعد من جمع بين الإيمان والعمل الصالح بالحياة الطيبة في الدنيا وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الآخرة. فالمؤمن الصادق إن أصابه ما يحب شكر الله، وإن أصابه ما يكره صبر واحتسب الأجر من الله فحياته كلها حياة خير وسعادة كما قال عليه الصلاة والسلام: «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» رواه مسلم. والخير الحاصل للشاكرين: هو الثواب والزيادة كما قال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ سورة إبراهيم آية (7) والخير الحاصل للصابرين: هو المثوبة والأجر وتكفير السيئات وزيادة الحسنات ورحمة الله لهم كما قال تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ
# الْمُهْتَدُونَ سورة البقرة آية (155-157) وقوله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ سورة الزمر آية (10) والحياة الطيبة هي راحة القلب وطمأنينة النفس والرزق الحلال والقناعة برزق الله وإدراك لذة العبادة وحلاوة الإيمان كما قال صلى الله عليه وسلم: «قد أفلح من أسلم ورزق كفافًا وقنعه الله بما آتاه»( )، وفي رواية: «قد أفلح من هدي للإسلام وكان عيشه كفافا وقنع» رواه أحمد والترمذي والنسائي، وقال عليه الصلاة والسلام: «إن الله لا يظلم المؤمن حسنة يعطى بها في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يعطى بها خيرا» رواه أحمد ومسلم في صحيحه.
2- ومن الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق: الإحسان إلى الناس بالقول والفعل والمال والجاه وأنواع المعروف إذا كان صادرًا عن إخلاص لله واحتساب لثوابه كما قال تعالى: لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا سورة النساء آية (114) ومن جملة الأجر العظيم زوال الهم والغم والأكدار علاوة على الثواب الأخروي العظيم الدائم.
3- ومن أسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب واشتغال القلب ببعض المكدرات، الاشتغال بعمل من الأعمال أو
#علم من العلوم النافعة وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت زوال الهم والغم ففرحت نفسه وازداد نشاطه.
4- ومما يدفع الهم والقلق اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل وعن الحزن على الوقت الماضي كما قيل:
ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي أنت فيها ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن فالحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها والهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل. فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا ويسأل الله النجاح لمقصوده ويستعينه على ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم: «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا يعز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان» رواه مسلم.
5- ومن أهم الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينة النفس الإكثار من ذكر الله تعالى فإن لذلك تأثيرًا عجيبًا في انشراح الصدر وطمأنينته وزوال همه وغمه قال تعالى: أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ سورة الرعد آية (28) فلذكر الله أثر عظيم في حصول هذا المطلوب وهو يطرد الشيطان «الوسواس، الخناس». ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «رأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاء ذكر الله فطرد الشيطان عنه» رواه أبو موسى المدينى وغيره.
6- التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الله به الهم والغم ويحث العبد على الشكر ويعينه على الصبر لما يرجوه من الأجر، والتحدث بنعمة الله شكر والشكر مقرون بالمزيد.
7- ومن أنفع الأشياء في هذا الموضع استعمال ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حيث قال: «انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم» متفق عليه. وفيه إرشاد للعبد إلى شكر نعمة الله عليه إذا نظر إلى من هو دونه في الخلق والرزق والصحة فإن العبد إذا نصب بين عينيه هذا الملحظ الجليل رآه يفوق خلقا كثيرا في العافية وتوابعها وفي الرزق وتوابعه مهما بلغت به الحال فيزول قلقه وهمه وغمه ويزداد سروره واغتباطه بنعم الله عليه التي فاق بها غيره ممن هو دونه فيها
8- ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم: السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم والأحزان وتحصيل الأسباب الجالبة للسرور وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردها ومعرفته أن إشغال فكره فيها من أسباب العبث فيجاهد قلبه عن التفكير فيها وكذلك يجاهد قلبه عن التفكير في المستقبل وعن قلقه لما يستقبله مما يتوهمه من فقر أو خوف أو غيرهما من المكاره التي يتخيلها في مستقبل حياته ويعلم أنه إذا فعل ذلك أطمأن قلبه وصلحت أحواله وزال عنه قلقه.
9- ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور استعمال
#هذا الدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به: «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر» رواه مسلم وكذلك قوله: «اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت» رواه أبو داود بإسناد صحيح. فإذا لهج العبد بهذا الدعاء الذي فيه صلاح مستقبله الديني والدنيوي بقلب حاضر ونيةٍ صادقة مع اجتهاد فيما يحقق ذلك حقق الله له ما دعاه ورجاه وعمل له وانقلب همه فرحا وسرورا.
10- ومن أنفع الأسباب لزوال القلق والهموم إذا حصل على العبد شيء من النكبات أن يسعى في تخفيفها بأن يقدر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر ويوطن نفسه على ذلك، فإذا فعل ذلك فليسع إلى تخفيف ما يمكن تخفيفه بحسب الإمكان فبذلك تزول همومه وغمومه إذا توكل على الله واعتمد عليه راجيًا ثوابه خائفًا من عقابه.
11- من أعظم العلاج لأمراض القلب العصبية بل وللأمراض البدنية قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة لأن الإنسان متى استسلم للخيالات وانفعل قلبه للمؤثرات من الخوف من الأمراض وغيرها ومن توقع حدوث المكاره وزوال المحاب أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية والانهيار العصبي الذي له آثاره السيئة، ومتى اعتمد القلب على الله وتوكل عليه ووثق بالله وطمع
# في فضله اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم والأحزان وزالت عنه كثير من الأسقام البدنية والقلبية والمعافي من عافاه الله ووفقه لجهاد نفسه لتحصيل الأسباب النافعة المقوية للقلب الدافعة لقلقه. قال تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ سورة الطلاق آية (3) أي من يعتمد على الله في جلب المنافع ودفع المضار
فهو كافيه جميع ما أهمه من أمور دينه ودنياه وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: «أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني»
متفق عليه.
12- وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها خلقا آخر» رواه مسلم في صحيحه.
فائدتان عظيمتان: أحدهما: الإرشاد إلى معاملة الزوجة والقريب والصاحب والمعامل وكل من بينك وبينه علاقة واتصال بالإحسان إليه وأنه ينبغي أن توطن نفسك على أنه لابد وأن يكون فيه عيب أو نقص أو أمر تكرهه فإذا وجدت ذلك فقارن بين هذا وبين ما يجب عليك أو ينبغي لك من قوة الاتصال والإبقاء غلى المحبة بتذكر ما في ذلك من المحاسن والمقاصد الخاصة والعامة. وبهذا الإغضاء عن المساوئ وملاحظة المحاسن تدوم الصحبة والاتصال وتتم الراحة وتحصل لك الطمأنينة. الفائدة الثانية: وهي
زوال الهم والقلق وبقاء الصفاء والمداومة على القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة وحصول الراحة بين
#الطرفين ومن مكارم الأخلاق مقابلة الإساءة بالإحسان مع البعداء فكيف بالأقرباء؟ وأن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك وتحسن إلى من أساء إليك وبذلك ينقلب العدو صديقا والبعيد قريبا كما قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ سورة فصلت آية (34-35)
13- ومن الأمور النافعة أن تعرف أن أذية الناس لك وخصوصًا في الأقوال السيئة لا تضرك بل تضرهم إلا إن أشغلت نفسك في الاهتمام بها فعند ذلك تضرك كما ضرتهم فإن أنت لم تصغ لها لم تضرك شيئًا. واعلم أن حياتك تبع لأفكارك فإن كانت أفكارًا فيما يعود عليك نفعه في دين أو دنيا فحياتك طيبة وسعيدة وإلا فالأمر بالعكس.
14- ومن أنفع الأمور لطرد الهم أن توطن نفسك على أن لا تطلب الشكر إلا من الله فإن أحسنت إلى من له عليك حق أو من ليس له حق فاعلم أن هذا معاملة منك مع الله فلا تبالي بشكر من أنعمت عليه كما قال تعالى: في حق خواص خلقه: إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا سورة الإنسان آية (9) ويتأكد هذا في معاملة الأهل والأولاد ومن قوى اتصالك بهم فمتى وطنت نفسك على إلقاء الشر عنهم فقد أرحت واسترحت. وبالله التوفيق وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
15- الوسائل إلى أهم المقاصد
قد جعل الله لكل مطلوب طريقًا وسببًا إذا سلكه العبد أوصله بإذن الله ومشيئته إلى ذلك المطلوب فمن ذلك:
1- الإيمان بالله حقيقة وتقوى الله وطاعته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، جعل الله هذين الأمرين سببين وطريقين تنال بهما خيرات الدنيا والآخرة ويعصمان من شرورهما قال تعالى: وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ سورة التغابن آية (11) وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ، وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا – وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا سورة الطلاق آية (2-5).
2- حسن السؤال وحسن الإصغاء والتفكر وكثرة التأمل والمذاكرة والدعاء أسباب ومفاتيح للعلوم كلها قال تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ سورة النحل آية (43) وسورة الأنبياء آية (7).
3- السعي في طلب الرزق بالسبب المناسب لحال العبد مع الاتكال على الله والثقة به سبب لحصول الرزق وبركته قال تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ سورة الملك آية (15) وقال تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ سورة الطلاق آية (3) أي كافيه أمور دينه ودنياه. وقال عليه الصلاة والسلام: «لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا
# خماصا وتروح بطانا» رواه الإمام أحمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
4- الإلحاح في الدعاء كل وقت مع قوة الرجاء سبب لحصول مطالب الدنيا والآخرة قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ سورة غافر آية (60) وقال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: «يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى» رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وقال تعالى: في الحديث القدسي: «يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم» الحديث رواه مسلم.
5- الجزاء من جنس العمل فمن أحسن إلى الله أحسن عباد الله إليه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغني يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، ومن قوي توكله على الله كفاه الله أمر دينه ودنياه.
6- التواضع وحسن الخلق تنال بالرغبة في مكارم الأخلاق ومعرفة ما لها من الثمرات الجليلة ومعرفة النفس ومجاهدتها وتمرينها على ذلك يدرك به كل خلق جميل.
7- المثابرة على الأعمال والصبر عليها والثبات وعدم اليأس أسباب لحصول نتائج الأعمال وثمراتها قال الشاعر:
وقل من جد في أمر يحاوله
واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر

تعلق القلب بالله وحده واللهج بذكره والقناعة برزقه أسباب لزوال الهموم والغموم والأحزان وانشراح الصدر والحياة الطيبة قال تعالى: أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ سورة الرعد آية (28) وقال تعالى: قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا سورة الملك آية (29) وقال عليه الصلاة والسلام: «قد أفلح من أسلم ورزق كفافًا وقنعه الله بما آتاه» رواه مسلم.
9- حسن النية والإخلاص لله سبب لتيسير الأمور ونجاح الأعمال وكثرة فوائدها وثمراتها قال عليه الصلاة والسلام: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» متفق عليه.
10- الدعوة بالحكمة والتربية بالحكمة والتعلم والتعليم بالحكمة سبب للنجاح والفلاح، ومعنى الحكمة: وضع الأشياء مواضعها وتنزيلها منازلها اللائقة بها وإتيان الأمور من أبوابها وطرقها، ودعوة كل أحد بما يليق به ويناسب حاله وتعليمه ما يستطيع فهمه ويتحمله ذهنه وتربيته بالتدريج بالأسهل فالأسهل والتوفيق بيد الله قال تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ سورة النحل
آية (125).

11- بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين، فإن اليقين يبصر العبد في عقائده وأخلاقه وأعماله، والصبر يحمله على السعي والعمل والجد والاجتهاد في الأمور النافعة قال تعالى: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتنَا يُوقِنُونَ سورة السجدة آية (24).
12- الشكر مقرون بالمزيد وسبب بقاء النعم وبركتها ونموها وهو الاعتراف بنعم المولى والثناء عليه بها والاستعانة بها على طاعته قال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ سورة إبراهيم آية (7).
13- أكبر الأسباب للاهتداء بما جاء به الرسول من الكتاب والسنة والوصول إلى الحق في جميع الحقائق والمطالب العالية: العلم اليقيني أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الغاية في العلم والنصح والبيان فهو أعلم الخلق على الإطلاق وأنصحهم للخلق وأعظمهم بيانًا للحق، ومتى علم المنصف كمال الرسول في هذه الأمور علم أن كل ما جاء به هو الحق، وأن كل ما خالف ذلك فهو باطل بلا ريب فإنه محال أن يكون الحق في غير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
14- أقوى الأسباب للسلامة من كيد الشيطان وطرقه قوة الإيمان بالله وقوة التوكل على الله وكثرة ذكر الله والاستعاذة بالله منه والابتعاد عن جميع أسباب المعاصي والمبادرة بالتوبة النصوح إذا وقع منها شيء قال تعالى: مخبرًا عن الشيطان: إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ سورة النحل آية
# (99) وقال تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ سورة الطلاق آية (3) أي كافيه. وقال عليه الصلاة والسلام: «رأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاء ذكر الله فطرد الشيطان عنه» رواه أبو موسى المديني والطبراني. وقال عليه الصلاة والسلام: «إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن – فذكر الحديث وفيه – وآمركم أن تذكروا الله تعالى فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعًا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى» رواه الإمام أحمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
15- أسباب صحة الأبدان: تدبير الأغذية بأن لا يأكل مضرًا بل يأكل المناسب له بقصد بغير إسراف وبغير إدخال طعام آخر قبل انهضامه، والحمية عن جميع المؤذيات الداخلية والخارجية، واستخراج المواد الفاسدة والابتعاد عن أسباب الهم والغم ومعالجة الواقع منها، والابتعاد عن الروائح الخبيثة، وتنظيف البدن من الأوساخ والمسكن والسعي في الأسباب الجالبة للحياة الطيبة وسعة الصدر واستعمال الأدوية عند الضرورة إليها.
16- أعظم الأسباب لنيل مغفرة الله ورحمته: الإيمان والتوبة والأعمال الصالحة والإحسان في عبادة الله والإحسان إلى الخلق والعفو عن الناس. وجماع ذلك كله طاعة الله ورسوله قال تعالى: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ سورة آل عمران آية
# (132) قال تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا سورة الأحزاب آية (71).
17- شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم تنال بكمال الإخلاص لله وبكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وبحسب اتباعه في أقواله وأفعاله وهديه وبمحبته وتوقيره صلى الله عليه وسلم وتقديم طاعته على طاعة كل أحد من الخلق. عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه» رواه البخاري وعن أبي
هريرة  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فهي نائلة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئًا» رواه مسلم:
18- أسباب قبول الأعمال كثيرة وكلها ترجع إلى شيئين: الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكل من كان أقوى إخلاصًا وأحسن اتباعًا كان أعظم قبولاً وأكثر مضاعفة وأجل ثوابًا وأجرا قال تعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا سورة الكهف آية (110) وقال عليه الصلاة والسلام: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» رواه مسلم، وفي رواية: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، رواه البخاري ومسلم أي مردود باطل، فمن كان عمله تحت أحكام الشريعة فهو مقبول وما كان خارجًا عنها فهو مردود.
19- الصبر والثبات والمشاورة والتوكل على الله أكبر الأسباب لحصول النصر على الأعداء لاسيما إذا انضم إلى ذلك القوة المادية والاستعداد بعلوم الحرب وفنونه كما ذكر الله هذه الأسباب كلها في سورة الأنفال قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ سورة الأنفال آية (60).
20- الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة والصدق في المعاملات تقترن به البركة ويقارنه الشرف والاعتبار وضد ذلك بضده قال عليه الصلاة والسلام: «البيعان بالخيار وما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وان كذبا وكتما محقت بركة بيعهما» متفق عليه.
وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين، (انظر الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة في العقائد والفنون المتنوعة الفاخرة للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ص 201-207).
 
التقوى

- التقوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
أصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك وهي فعل طاعته واجتناب معاصيه وامتثال أوامره واجتناب نواهيه من فعل الواجبات وترك المحرمات والشبهات قال بعض السلف: التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله، وقال عبد الله بن مسعود في قوله تعالى: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ هي أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر، ويدخل في الشكر فعل جميع الطاعات، ومعنى ذكره فلا ينسى ذكر العبد بقلبه لأوامر الله في حركاته وسكناته فيمتثلها ولنواهيه في ذلك كله فيجتنبها والتقوى وصية الله لجميع خلقه الأولين والآخرين قال تعالى: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ سورة النساء آية (131).
وهي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته
وكان صلى الله عليه وسلم «إذا أمر أميرًا على جيش
أو سرية أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرًا» الحديث رواه مسلم. ولما خطب صلى الله عليه وسلم
في حَجَّة الوداع في يوم النحر أوصى
# الناس بتقوى الله وبالسمع والطاعة لأئمتهم( ) وفي حديث أبي ذر قال قلت يا رسول الله أوصني قال: «أوصيك بتقوى الله فإنها رأس الأمر كله»( ) وقال صلى الله عليه وسلم: «اتق الله حيثما كنت»( ) يعنى في السر والعلانية حيث يراك الناس وحيث لا يرونك في أي مكان وزمان.


#


من فضائل التقوى المستنبطة من القرآن
(وهي خمس عشرة)
1- الهدى لقوله تعالى: «هدي للمتقين»( ).
2- والمغفرة والعلم لقوله تعالى: إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا( ) أي علما تفرقون به بين الحق والباطل والهدى والضلال والحلال والحرام.
3، 4- والمخرج من الغم، والرزق من حيث لا يحتسب لقوله تعالى وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ( ).
والنصرة لقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا( ).
والولاية لقوله تعالى: وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ( ).
والمحبة لقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ( ).
وتيسير الأمور لقوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا( ).
#
9-10- وغفران الذنوب وإعظام الأجور لقوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا( ).
11- وتقبل الأعمال لقوله تعالى: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ( ).
12- والفلاح لقوله تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( ).
13- والبشرى لقوله تعالى: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخرة( ).
14- ودخول الجنة لقوله تعالى: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ( ).
15- والنجاة من النار لقوله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا( ).
البواعث على التقوى عشرة:
1- خوف العقاب الأخروي.
2- وخوف العقاب الدنيوي.
3- ورجاء الثواب الدنيوي.
4- ورجاء الثواب الأخروي.
5- وخوف الحساب.
6- والحياء من نظر الله وهو مقام المراقبة.
7- والشكر لله على نعمه بطاعته.
8- والعلم لقوله تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ
الْعُلَمَاءُ أي إنما يخاف الله من عباده هم العلماء بأمره ونهيه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه وكل من أطاع الله فهو عالم وكل
من عصاه فهو جاهل وكفي بخشية الله علمًا وكفي بالاغترار بالله جهلاً.
9- وتعظيم جلال الله وهو مقام الهيبة.
10- وصدق المحبة لقول القائل:
تعصى الإله وأنت تظهر حبه
هذا لعمري في القياس شنيع

لو كان حبك صادقًا لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع


وقول الآخر:
شرط المحبة أن توافق من تحب
على محبته بلا عصيان

فإذا ادعيت له المحبة مع
خلافك ما يحب فأنت ذو بهتان


وقال الآخر:
إذا المرء لم يلبس ثيابًا من التقى
تقلب عريانًا وإن كان كاسيًا
#
وخير لباس المرء طاعة ربه
ولا خير في من كان لله عاصيًا



درجات التقوى ثلاث:
أن يتقي العبد الكفر وذلك مقام الإسلام.
وأن يتقي المعاصي والمحرمات وهو مقام التوبة.
وأن يتقي الشبهات وهو مقام الورع( ).
وعلامة المتقي:
أن يكون معتقدًا لأصول الإيمان وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والجزاء والإيمان بالقدر خيره وشره عاملاً بشرائع الإسلام وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام، مراقبًا لله في جميع شئونه، مخلصًا له القول والعمل والنية محافظًا على الصلوات الخمس في أوقاتها مؤديًا الزكاة إلى مستحقيها محافظًا على الصيام والحج بارًا بوالديه وأصلاً لأرحامه محسنًا إلى جيرانه صادقًا في معاملته مع الله ومع خلقه سليم القلب من الكبر والحقد والحسد مملوء من النصيحة ومحبة الخير لكل أحد لا يسأل إلا الله ولا يستعين إلا بالله قد حقق قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، ولا يرجو ولا يخشى أحدًا إلا مولاه وقد وصف الله المتقين وبين أعمالهم وثوابهم فقال: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ
# يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ سورة آل عمران آية (133-136).
وبالله التوفيق وصلى الله على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين.

17- أسباب المحبة

المحبة هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون وإلى علمها شمر السابقون وبروح نسيمها تروح العابدون. فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون، وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام، وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه وهي مراكب القوم التي ساروا على ظهورها دائمًا إلى الحبيب، وطريقهم الأقوم الذي يبلغهم إلى منازلهم الأولى من قريب. تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة إذ أن لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب
# وقد قضى الله بمشيئته وحكمته البالغة أن المرء مع من أحب فيا لها من نعمة على المحبين سابغة.
والأسباب الجالية لمحبة العبد لربه ومحبة الرب لعبده عشرة:
1- قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانية وما أريد به.
2- التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: «وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه» الحديث رواه البخاري.
3- دوام ذكر الله على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر، ومن أحب شيئًا أكثر من ذكره.
وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: «أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني»( ).
وقال تعالى: أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ سورة الرعد
آية (28).
4- إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى واتباع رسوله وطاعته قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ
اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ( ) فذكر دليل
المحبة وثمرتها وفائدتها فدليلها وعلامتها اتباع
# الرسول وفائدتها وثمرتها محبة الله لمن اتبعه فإذا لم تحصل المتابعة فليست المحبة صادقة.
5- مطالعة القلب لأسماء الله وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة وميادينها. فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة.
6- مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الظاهرة والباطنة فإنها داعية إلى محبته وقد جبلت القلوب على محبة من أحسن إليها.
7- انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى.
8- الخلوة به وقت النزول الإلهي -آخر الليل- لمناجاته وتلاوة كتابه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة وهو وقت قسم الغنائم وتوزيع الجوائز فمستقل ومستكثر ومحروم.
9- مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام، وعلمت أن فيه مزيدًا لحالك ومنفعة لغيرك.
10- مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل. فمن هذه الأسباب العشرة وصل المحبون إلى منازل المحبة ودخلوا على الحبيب وبالله التوفيق وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

(الذين يحبهم الله):
القرآن والسنة مملوءان بذكر من يحبه الله سبحانه من عبادة المؤمنين كقوله تعالى: وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ سورة آل عمران آية (146) وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ سورة آل عمران آية (134) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ سورة البقرة آية (222) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ سورة الصف آية (4) فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ سورة آل عمران آية (76)( ).
اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربني إلى حبك، اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي ومال وولدي، ومن الماء البارد، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 

المتفائلة

مشرف عام
جزيتم خيرا جميعا

مبتدئ الرابط يعمل بعد التعديل الذي قام به الموقع

الأخ موحد بارك الله في جهودك

http://www.arabspc.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=272160


1- موقع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد- المملكة العربية السعودية.

2- المحدّث .

3- المنار المنيف في الصحيح والضعيف.

4- كتب تخريج الحديث النبوي الشريف
للشيخ ناصر الدين الألباني
.

5- كلمات.

و فقنا الله و اياكم لما يحب و يرضى

الف تحية لاخي الشاهين جزاك الله كل خير
 
أعلى