جندي المارينز و تعجبه من شجاعة طفل لا يهاب الموت

abohaltash

جديد
ما أن نما إلى علم الجندي جيمس كينلو خبر إرساله إلى العراق حتى بادر بكتابة نعيه الذي ستحمله الصحف عند مقتله.
وبدأ كينلو تدوين مذكراته كتب خلالها، وفي صفحتين، موجزا عن حياته.
وترك في آخر السيرة مساحة بيضاء ليتم ملئها لاحقاً خلال إعلان نعيه أستهلها بـ"السيد جيمس او. كينلو، 35 عاماً، من سانت هولت، بجورجيا، توفي ...... في العراق."
وسرعان ما ملأت عائلة كينلو الأسطر الفارغة وبعد سبعة أشهر فقط من كتابته النعي.
وجاء في مذكراته عن الحرب أن أولى مواجهاته مع الموت جاءت أثناء ثالث مهمة قتالية له في 10يونيو/حزيران بانفجار قنبلة في طريق درويته "سمعنا دوي كبير ومن ثم رأينا دخانا كثيفا أسود.. سارعنا بإغلاق الشارع والبحث عن المنفذين لكننا لم نعثر على أي منهم.. اليوم فعلاً شعرت بالخوف."
تعجبت كيف يخاف جندي المارينز وهو قابع في دبابته ولا يخاف طفل مسلم وهو يواجه دبابه، ولكني تذكرت السـر؛ أن الإسلام يبني الرجال قبل أن يبني الحصون.

ودوّن كينلو آخر مذكراته في 23 يوليو/تموز بعبارة سعيدة "حصلت على عطلتي.. وأتطلع بحنين لقضاء أسبوعين بالوطن."
وفي اليوم التالي مزقت قنبلة مركبة الهمفي المصفحة التي كان يقودها كينلو، ولم ينج أي من الجنود الثلاث الذين كانوا برفقته ليشكلوا أولى خسائر الفرقة 48 أثناء مهام قتالية ومنذ الحرب العالمية الثانية.
و مع تخطي عدد القتلى الامريكيين في العراق حاجز الالفي قتيل في إحصائيات رسمية وتذكر البي بي سي أن عدد القتلى خمسة وعشرين ألفا في إحصائيات غير رسمية ، تواصل الصحف البريطانية اهتمامها بالشأن العراقي وتأثيره على الجانب الامريكي.
ونشرت صحيفة "ديلي تلجراف" تقريرا اشار الى ان استمرار الحرب من دون مؤشرات على نهايتها ادى الى تسلل الوهن الى معنويات الجنود الامريكيين.
ومراسل ديلي تلجراف في بغداد اعد تقريرا ميدانيا قارن فيه بين الوضع النفسي لجنود فرقة المشاة الثالثة في الجيش الامريكي عشية بدء الحرب والآن أي بعد مرور عامين وسبعة اشهر.
قبل الحرب ابلغ قائد الفرقة جنوده انهم ذاهبون الى حرب سيتمكنون خلالها من "حماية الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة وتدمير رجل شرير قتل مئات الآلاف من شعبه".
ولم ينس القائد ان يعد جنوده بعودة سريعة الى بلادهم حيث سيستقبلهم مواطنوهم استقبال الابطال.
لكن يوما مر وراءه يوم آخر ومازال الجنود في العراق يواجهون دوامة الهجمات المستمرة.
وفي صحيفة "الاندبندنت" مقارنة أخرى بديعة بين يومين تقول الصحيفة " في الساحة التي شهدت اسقاط صدام، مقتل عشرين شخصا في هجوم يستهدف الاعلام". ومع الموضوع صورتان، احداهما لقيام القوات الامريكية باسقاط تمثال الرئيس السابق صدام حسين في ساحة الفردوس في التاسع من ابريل/ نيسان 2003 ، والثانية لكتلة هائلة الحجم من الغبار الناجم عن التفجيرات التي هزت المكان نفسه امس. الصحيفة اعتبرت ان الهجمات تعتبر مثالا صارخا على مدى هشاشة السيطرة التي يفرضها الامريكيون والقوات العراقية المساندة لها في قلب العاصمة.
صحيفة الاندبندنت نشرت نتائج تقرير اعده المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، وجاء في التقرير ان المحاولات الامريكية والبريطانية لمواجهة الحركات المسلحة في العراق منيت بالفشل، واشار التقرير الى ان واشنطن قد يتوجب عليها الدخول في مفاوضات لانهاء المعارضة المسلحة لها.
ونقول وقد بدأت أمريكا فعل ذلك سرا؛ فإن استنجاد أمريكا بجامعة الدول العربية وحمايتها لزيارة عمرو موسى هو بالفعل بداية التفاوض مع المقاومة.
وفي نفس تقرير المعهد الدولي: العراق وأفغانستان والشيشان أفشلت نظريات الاستراتيجية العسكرية الغربية ذكر 'المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية' أن القوى العسكرية الغربية تعيد التفكير في استراتيجياتها بعدما أظهر الصراع في عدة دول إسلامية محدودية جيوشها التقليدية.
ولفت التقرير إلى أنه بدلاً من كسب صراع مع شبكة مركزية باستخدام المجسات الالكترونية للعثور على الأهداف وتوجيه النيران وقعت القوات الغربية في شرَك شبكات حرب قائمة على شبكات بشرية ذكية وقابلة للتكيف.
فإن جميع نظرياتهم المادية أثبتت تفوق الآلة الحربية الغربية على كل الوسائل الحربية للمسلمين ولكن فوجئ الجميع بفئات قليلة من المؤمنين المجاهدين في أفغانستان والعراق وفلسطين تتحدى تلك القوى الغاشمة وتجبرها على الانسحاب والانهزام. أي قوة هذه التي تدفع هذا الطفل المسلم ليتحدى هذه الدبابة؟

فليعيدوا جميع استراتيجيتهم الحربية ألف مرة وليعيدوا صنع آلاتهم الإعلامية وعملائهم الخونة فلن يأتوا برجال كرجالنا ولا نساء كنسائنا ولا أطفال كأطفالنا.
وهذه بداية نصرنا وهزيمتهم إن شاء الله.
كتبه
د. محمد





نقله لكم بدون تعليق abohaltash
 
أعلى