الكمادة


الكمادة



وضعوا على رأسه كمادة
أشعروه بأن حرارته ستنخفض
وأشعروا من يراه أنه يُعاني من الحُمّة

تساوت حرارة الكمادة مع حرارة الجسم
فارتفعت حرارتها ولم تنخفض حرارته
جددوا الماء المرطب من نفس الوعاء، ولم يجددوا الكمادة

الحُمّة عَرَضٌ لمرض أو عدة أمراض
قد يكون الجهل أو الفقر من بين أسبابها
اعتقادهم بأن الحُمّة من الأمراض أفسد سعيهم

في إطالة بقاء الكمادة، ازدياد لعدد العارفين بسوء حالته
اختلطت مشاعر الناظرين من بين شفقة واستعلاء
ثم تحولت لأطماع في سلب ما في جيوب المحموم

انتفض المحموم بعد طول الوقت ونزع الكمادة
أرغى وأزبد وهاج وماج
تعامل الآخرون معه كمن انتابته نوبة جنون

آذاهم وآذى نفسه وآذى المكان
تساءلوا: ماذا حل به؟
هل كان العيب بالماء أم بالكمادة؟

ولم يتطرقوا لسبب المرض
فانتقلت الحمة منه للآخرين
ولا يزالوا يتصرفون كمحمومين​
 
أعلى