مؤمل النهر
جديد
مدينة غرناطة
لماذا البكاء على اللبن المسكوب ؟
فلنعش في الحاضر ولننظر إلى المستقبل وننسَ الماضي !!
ليس القصد من هذه السطور تحريك عواطف أو بكاء على مجد أضعناه ..
إنما القصد هو أخذ العبر والدروس للاستفادة منها لمستقبلنا..
ولنعرف ما نحن مقصرون فيه, وما نعاني منه ويجب أن نتصدى له.. فالتاريخ أراه يعيد نفسه في محنتنا الآن ومحنة المسلمين سابقا في الأندلس كي لا نقع فيما وقعوا به..
فسنن الله الثابته لا تتغير في كونه ولا تحابي أحداَ ..
أكثرنا لديه فكرة أولية عن الأندلس.. وهي أنها أرض أو جزيرة فتحها المسلمون واستمروا بها ثمانية قرون ثم طردوا بعد ما انهزموا, وهي الآن تسمى ( إسبانيا ) دولة أوروبية ..
هذا صحيح .
.
ولكن لماذا كان المسلمون أولاً أقوياء وما بالهم ضعفوا في الفترة الأخيرة وسيمو أنواع العذاب حتى تركوا أرضهم قسراً تحت سياط تعذيب محاكم التفتيش الرهيبة !!
ففتح الأندلس تم عندما كانت الأمة تبتغي الجهاد في سبيل الله ونشر الإسلام ..
والدليل على أن هدف المسلمين الأول هو نشر الإسلام أن الجيوش الاسلامية اتجهت إلى الأندلس وتركت صحاري إفريقيا لأنها أراضي شاسعة ذات سكان قليلون ..
فلم يكن همّ أسلافنا البحث عن الأراضي الواسعة والممتلكات..
بل كان همهم تبليغ رسالة الإسلام للبشر كافة.. وهذا سبب تمكين الله لهم ونصرهم..
فالله سبحانه وتعالى أنزل الرسالة على العرب وكلفهم بحملها وتبليغها وعندما حمل العرب الأوائل (الصحابة) هذا التكليف فقاموا بأوامر الله ونشروا الإسلام وبلغوا الرسالة نصرهم الله سبحانه ومكنهم في الأرض ..
وعندما تخلوا عن واجبهم وضعفت لديهم العقيدة التي أعزهم الله بها حلّ بهم الضعف وتلك هي سنن الله في كونه لا تحابي أحداً ..
فأسباب قدرة المسلمين الفاتحين على فتح الأندلس نابعة من عقيدتهم وولائهم الكامل لله سبحانه وتطبيقهم لأوامره واجتنابهم لنواهيه ..
أما عندما أصبحت الدنيا همهم وانغمسوا في الترف وما يسمى ( التكاثر المادي ) وأصبح الملوك والقادة يتهافتون على حطام الدنيا حتى أصبح أحدهم لا يجد ضيراً في أن يستعين بالنصارى لقتال أخيه المسلم !!
وهنا حدثت سنن الله التي لا تجامل مسلمين أو غير مسلمين !!
فقد سقطت الأندلس ..
وسقط معها مجد ما زلنا نعاني ويلاته ونتجرع مرارته إلى اليوم !!
لا أريد الغوص في تفاصيل تاريخ الأندلس.. فهذا يطول شرحه, ولكن نريد استخلاص العبر والدروس وتحليل
الأسباب التي أدت لأن تفتح هذه الجزيرة والأسباب التي أدت لسقوطها وما يستفاد من ذلك..
أما أسباب تمكين الله للمسلمين الأوائل فهي واضحه أعلاه ..
وأسباب ضعفهم ومحو الدين الإسلامي كلياً من الأندلس فهو ما سنورده الآن ..
وهذا السبب الرئيسي التي تتفرع منه جميع الأسباب, فبعد أن ضعفت العقيدة في نفوس الملوك والشعب الأندلسي ظهر بعدها الخضوع للنصارى ومجاملتهم بل والاستعانة بهم ضد بعض !! كل ذلك على حساب المصلحة العامة !!
شاعت الأنانية الفردية وتغليب المصلحة الشخصية (وهذا نعاني منه الآن للأسف)
ولعمري لم يكن ذلك ليحدث لو كانت العقيدة سليمة ولو كان العلماء يقومون بدورهم .
تصوروا يا إخوتي ضعفت العقيدة ثم استذلت الأمة لدرجة أن أحد ملوك الطوائف أصبح يدفع الجزية للنصارى بعدما كانوا هم يدفعون !!
[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ *** إن كان في القلب إسلام وإيمان [/poem]
ثانيا: الانغماس في الشهوات والركون إلى الدعة والترف:
اسمعوا ماذا يقول أحد المؤرخين النصارى, يقول: "العرب هووا عندما نسوا فضائلهم التي جاءوا بها، وأصبحوا على قلب متقلب يميل إلى الخفة والمرح والاسترسال في الشهوات"
ويقول شوقي أبو خليل: " إن الأندلسيين في أواخر أيامهم ألقوا بأنفسهم في أحضان النعيم، وناموا في ظل ظليل من الغنى الواسع والحياة العابثة والمجون وما يرضي الأهواء من ألوان الترف الفاجر، فذهبت أخلاقهم كما ماتت حميتهم وحمية آبائهم البواسل، وغدا التهتك والخلاعة والإغراق في المجون، واهتمام النساء بمظاهر التبرج والزينة بالذهب واللآلئ، من أبرز المميزات أيام الاضمحلال، لقد استناموا للشهوات والسهرات الماجنة والجواري الشاديات. وإن شعباً يهوي إلى هذا الدرك من الانحلال والميوعة، لا يستطيع أن يصمد رجاله لحرب، أو جهاد.
عندما دخل المسلمون الأوائل الأندلس وفي عهد عبدالرحمن الداخل (صقر قريش)
اسمعوا ماذا حصل :
قدم إليه الخمر ليشرب فقال: إنني محتاج لما يزيد في عقلي لا لما ينقصه، ولمّا أهديت له جارية حسناء، قال بعد أن نظر إليها: إن هذه الجارية من القلب والعين بمكان، فإن أنا انشغلت عنها بمهمتي ظلمتها، وإن لهوت بها عن مهمتي ظلمت مهمتي، ومهمتي الجهاد لا حاجة لي بها الآن، فقالوا: إن الأمير ذو همة، وبهذا بقينا في الأندلس، ولكن متى أضعنا الأندلس، أضعنا الأندلس عندما كان نشيد المسلمين:
[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
دوزن العود وهات القدح راقت الخمرة والورد صحا[/poem]ثالثا: الاختلاف بين المسلمين:
الاختلاف لا يأتي بخير أبداً، عندما زاد الخلاف بين المسلمين، واستعدى بعضهم على بعض حلت الكارثة، حتى إنهم بدءوا يستعدون بعضهم ضد بعض عن طريق ملوك النصارى! وأشد شيء يشتت جهود الأمة هو الاختلاف , والاستعمار الغربي منذ 100 سنة وهو يعمل بقاعدة (فرق تسد) فهو قسّم الدول العربية وجعلها دويلات بعدما كانت دولة واحدة! وها نحن نرى هذه الدول مختلفة بل وأحيانا متناحرة !! بل وزرع إسرائيل لحماية مصالحه!
رابعا: تخلي بعض العلماء عن القيام بواجبهم:
إذا تساهل العلماء، وتخلوا عن واجبهم حل بالأمة النكبة والدمار، وهكذا أقول تخلى بعض علماء الأندلس، عن واجبهم فحل ما حل اسمعوا ماذا يقول ابن حزم وهو ممن قام بواجبه - رحمه الله - يقول: ولا يغرنكم الفساق والمنتسبون إلى الفقه، اللابسون جلود الضأن على قلوب السباع، المزينون لأهل الشر شرهم، الناصرون لهم على فسقهم.
ولكن بعض العلماء كابن حزم وأبي الوليد الباجي وابن عبد البر قاموا بواجبهم ونصحوا الملوك ولكن .. ملوك الطوائف لم يسمعوا لنصح العلماء وتحذيرهم !!
خامسا: مؤامرات النصارى ومخططاتهم:
فالنصارى المحيطين بالأندلس لم يكونوا غافلين نائمين.. بل كانوا يخططون ويحيكون المؤامرات وينفذونها.. وهذا سبب مهم من أسباب سقوط الأندلس, ولكن كل هذا لم يكن ليحدث لو بقي الأندلسيين متمسكين بعقيدتهم متحدين ضد عدوهم .
هكذا باختصار شديد انتهينا من الأسباب وبقي الآن القياس على واقعنا..
فإذا استعرضنا جميع الأسباب المذكورة هل هي شائعة الآن ؟
الجواب / للأسف ( نعم ) ..
وأحد أهم الأسباب اليوم هو غياب الخلافة الإسلامية, تلك القوة الضاربة التي تدافع عن المسلمين وتحفظ لهم كرامتهم وهيبتهم.. تلك الخلافة التي توحد الجهود لبناء الحضارة وتبليغ الرسالة ..
أيضا العقيدة الإسلامية الصافية ضعيفة اليوم في عموم أرجاء العالم الإسلامي.. هاهي القبور والأضرحة يطاف حولها في مصر والعراق وسوريا والمغرب ..الخ
أيضا الفرقة والتناحر بين المسلمين اليوم ودولهم وشعوبهم ..
أيضا الانغماس في الشهوات والترف والركون إلى الراحة وشيوع ثقافة الكسل ..
وتخلي بعض العلماء عن واجبهم , للأسف اليوم الدولة التي يقوم بها علمائها بواجبهم لا يسمع حكامها لهم !
ومؤامرات اليوم تجري وتدبر ليس فقط من متعصبوا النصارى, بل من اليهود وعملائهم ومن الهندوس والشيوعية.. كلها أصبحت يداً واحدة ضدنا ..
بعض الدول العربية كانت تحالف الاتحاد السوفياتي عندما كان القطب الثاني للعالم وكان قوة ضاربة..
هاهو الاتحاد السوفياتي سقط..
واليوم تحالف أكثر الدول أمريكا .. وأمريكا ستسقط اليوم أو غداً وهذه سنة الله التي لن تجد لها تبديلا..
فليس لنا سوى الاعتصام بالله سبحانه والالتجاء له فقوته هي القوة الدائمة التي ليس لها نفاد .
دعونا نرجع للأندلس قليلاً .. لنؤكد أن سنن الله ثابته لا تتغير :
بعد أن سقطت إمارة غرناطة, تصورت أوروبا أنها قضت على الإسلام كليا في أوروبا , ولكن بعد 40 سنة فقط أشرقت شمس الإسلام وشعّ نوره من القسطنطينية بقيادة الخليفة محمد الفاتح على يد العثمانيين المسلمين المجاهدين..
العثمانيين الأوائل الذين وهبوا أرواحهم في سبيل الله وبذلوها رخيصة لتبليغ رسالته..
الذين طـلـقوا الدنيا ولم يركنوا لها ..
فتح الله على يديهم القسطنطينية وهو الفتح الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
هذه هي سنن الله في كونه ..
الله سبحانه نزع العزة عن مسلمي الأندلس لمخالفتهم أوامره, وأعطاها لمحبي الجهاد وعشاق الشهادة من العثمانيين ..
[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تطبيق أوامر الله = عز والتمكين
مـخـالـفـة أوامره = ذل وخنوع[/poem]
فالأسباب التي أدت لسقوط الأندلس موجودة فينا الآن .. والتاريخ يعيد نفسه..
فهل يا ترى نفقد فلسطين والعراق لنبكي عليهما كما بكينا على أندلسا ؟
كما رأينا من التاريخ سنن الله ثابته , مهما دعونا الله فلن يرفع عنا ما نحن فيه إلا بالعودة إلى منهج الله الصحيح والاتحاد تحت راية واحدة وحب الجهاد والاستعداد للتضحية ..
إخوتي نحن في خطر .. خطر يهددنا ويهدد أجيالنا إن بقينا على حالنا ..
فلا بد من التصدي لأسباب الضعف التي تشيع اليوم فينا بأقل ما يمكن ( ولو بشق تمرة ) يجب أن نخدم هذا الدين ونبلغ رسالته للبشر كافة ..
والحمد لله اليوم ربما أسلمت شعوب بدون أن تراق قطرة دم واحدة !!
فوسائل تبليغ الدعوة كثيرة من فضائيات وانترنت وغيره .. فهل من مشمّر ؟
هل من شباب يحملون همّ هذا الدين , يتعلمونه ويتعلمون لغات قوم لتبليغهم إياه ؟
وأهدي لكم هذه القصيد [ الأكثر من رائعة ] للشاعر هشام الرفاعي لشباب الإسلام
, تذكرهم بالماضي وتحثهم على استعادة أمجاد آبائهم وأجدادهم وبناء حضارتهم ,
وليس ذلك على الله بعزيز وقد وعدنا الله بهذا متى ما قمنا بتطبيق أوامره :
[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بـنــينـا حـِقـبـة في الأرض مـلـكاً *** يـُدعــمـه شـبــابٌ طـامـحــونـا
شـبــاب ذلـلـوا سـبـل الـمـعــالـي *** ومـا عرفوا سوى الإسلام دينا
تـعــهّــدهـم فـأنـبـتـــهــم نـبــاتــاً *** كريماً طاب في الـدـنيا غصونا
إذا شهـدوا الـوغـى كـانـوا كـمـاة *** يـدكـون الـمعـاقـل والـحـصـونا
وإن جـنّ الـمـسـاءُ فــلا تــراهــم *** مـن الإشــفـاقِ إلا سـاجــديـنـا
شـبـاب لـم تـحــطــمـه الـلـيـالــي *** ولم يُـسـلـِم إلى الخصم العرينا
ومـا عـرفــوا أغــانــيَ مـائـعـاتٍ *** ولـكنّ الـعـلا صـيـغـت لـحــونا
فـمـا عــرف الـخـلاعة فــي بناتٍ *** وما عرف الـتـخـنـث فـي بنينا
ولـم يـتــشــدقـوا بـقــشـور عـلـم *** ولـم يـتـقـلـبـوا فـي الـمـلحدينا
ولـم يـتــبـجــحــوا فـي كــل أمــرٍ *** خـطـيـرٍ كـي يـقـال مـثــقــفـونا
كــذلــك أخـرج الإســلام قــومــي *** شـبـابـاً مـخـلـصاً حـراً أمـيـنـا
وعـلـّمـه الـكـرامـة كـيـف تـبـنـى *** فــيـأبـا أن يـُقــيـَّد أو يـهــونـا
دعـــونــي مــن أمــانٍ كــاذبــاتٍ *** فــلم أجــد الــمـنـى إلا ظـنـونا
وهـاتـوا لـي مـن الإيــمـان نـوراً *** وقـووا بـيـن جـنـبـيّ الـيـقـيـنا
أمـد يـدي فـأنــتــزع الــرواســي *** وأبـنِ الـمـجـد مـؤتـلـقـا مكـينا[/poem]
خـــتـــامـــا:
لا يسعني إلا أن أدعوا بدعاء سلطان العلماء ( العز بن عبد السلام ) :
( اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا , يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك , ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر ) ..
[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بالله إن زرت المغانيَ مـرةً = عرِّج على أهلي هناك وسلِّـمي
كانوا الملوك على الزمان و قارنوا = الجوزاء واصطفوا جوار الأنجـم
و إذا سألت فلم تجبك طلولهم = فاشرق بدمعك أو فغص بعلقـم
يا أرض أندلسة الحبيبة كلــم = إني بكيت على فراقك فاعلمي
لم تنسني الأيام صوتك عندمـا = ناديتني فصمت لم أتكلـــم
وقعدتُ عن أرضٍ تُباد وعن ربىً = سعدت قروناً في ظلال المسلـم
ذبنا شوقاً للقائك يا = أرض الفردوس المفقود
الشمس تناديك تعالي = لمكانك في المجد وعودي
يا ويح عباد الصليب بحقدهـم = هدموا منار حضارة و تقــدم
لم يشفِ غِلَّهُمُ مدائنُ حُرِّقـت = و مساجدُ اُمتُهِنت و أنهارُ الدم
حتى مَشَوْا للغيد بين ستـورها = ليدنسوا العرض الذي لم يُثلَـم
أبك على تلك الكواعب ويلها = سيقت إلى أحضان نذل مجـرم
بالأمس كنَّ حرائراً لا يُرتَقـى = أبداً لهنَّ....بعدن بعد الأنجـم
واليوم ذُقن الأسر ذقن هوانه = فبكيْن دمعاً قانياً كالعنـدم
ياللإسلام جرى دمه بين الأقوام
و بنوا الإسـلام في الأرض نيام
أدمته سهام
ما زلنا نذكر أندلساً = نبكيها في صبحٍ و مساء
ليست أندلساً واحدةً = فلكم ضيَّعنا أندلسـاً
ابعث لقرطبة السـلام فإنهـا = طلعت على الدنيا فلم تتلثــًّم
واسكب على جيًّان ألف قصيدة = وامزج إذا ما شئت دمعك بالدم
أتراك تُعذرُ إن طليطلة اشتكت = ظلم النصارى أو قعود المسلـم
أرأيت أشبيلية انتحبت على = أبطالها إذ كُبِّلوا بالأدهـــم
وجُزُوا عن النبل الذي عُرِفوا به = قتلاً و فتكاً فوق كل توهــم
و كأنَّ أندلس التي عصفت بها = أيدي الفرنجة تستجير بلا فـم
لبيك.... لو أن النجوم تجيبنـي = لسريت في جيشٍ إليك عرمرم
ولصغت نصريَ في شفاهك بسمةً = و لعدت أرفع فيك راية مسلم[/poem]